للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يعقوبُ، [قال: ثنا] (١) ابنُ عُلَيَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن في قوله: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ﴾. قال: لو يشاءُ لطَمَس على أعينهم فترَكهم عُمْيًا يتردَّدون (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ﴾. يقولُ: ولو شِئْنا لترَكْناهم عُمْيًا يتردَّدون (٣).

وهذا القولُ الذي ذكرناه عن الحسن وقتادة أشبهُ بتأويل الكلام؛ لأن الله إنما تهدَّد به قومًا كفارًا، فلا وجه لأن يقال وهم كفارٌ: لو نشاء لأضْلَلْناهم. وقد أضَلَّهم، ولكنه قال: لو نشاءُ لعاقبناهم على كفرهم، فطَمَسْنا على أعينهم فصَيَّرْناهم عُمْيًا لا يُبْصِرون طريقًا، ولا يَهْتَدون له. والطَّمْسُ على العين: هو أَلَّا يكونَ بينَ جَفْنَى العينِ غَرٌّ؛ وذلك هو الشِّقُّ الذى يكونُ بين الجفنَين، كما تَطْمِسُ الريحُ الأَثَرَ، يقال: أعمى مطموسٌ وطَمِيسٌ.

وقولُه: ﴿فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ﴾. يقولُ: فابتَدَروا الطريق.

كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ


(١) سقط من: الأصل.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٦٨ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، وينظر تفسير ابن كثير ٦/ ٥٧٣.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٤٥ عن معمر عن قتادة به.