للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَيُقْذَفُونَ﴾ يُرمَون، ﴿مِنْ كُلِّ جَانِبٍ﴾. قال: مِن كلِّ مكانٍ. وقولُه: ﴿دُحُورًا﴾. قال: مطرودين (١).

حدَّثنى يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قولِه: ﴿وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨) دُحُورًا﴾. قال: الشياطينُ يُدْحَرون بها عن الاستماعِ. وقرَأ: ﴿إِلَّا مَنْ [خَطِفَ الْخَطْفَةَ] (٢) فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾.

وقولُه: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ولهذه الشياطينِ المسترِقةِ السمعَ عذابٌ مِن اللهِ واصبٌ.

واختلَف أهلُ التأويلِ فى معنى الواصبِ؛ فقال بعضُهم: معناه: المُوجِعُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابنُ أبى زائدةَ، عن إسماعيلَ بنِ أبى خالدٍ، عن أبى صالحٍ: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ﴾. قال: مُوجِعٌ (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ فى قولِه: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ﴾. قال: المُوجِعُ (٣).

وقال آخرون: بل معناه: الدائمُ.


(١) تفسيره مجاهد ص ٥٦٦، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٧١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم.
(٢) فى النسخ: "استرق السمع". وصواب التلاوة ما أثبتنا.
(٣) ذكره القرطبى فى تفسيره ١٥/ ٦٦.