للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّل، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾. قال: مِن الغرقِ (١).

وقوله: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾. يقولُ: وجعَلَنا ذريةَ نوحٍ هم الذين بقُوا في الأرضِ بعدَ مَهْلِكِ قومِه. وذلك أن الناسَ كلَّهم مِن بَعدِ مَهْلِكِ قومِ (٢) نوحٍ إلى اليومِ، إنما هم ذريةُ نوحٍ، فالعَجَمُ والعربُ أولادُ سامِ بنِ نوحٍ، والتُّركُ والصَّقالِبةُ والخَزَرُ أولادُ يافثَ بن نوحٍ، والسُّودان أولادُ حامِ بنِ نوحٍ. وبذلك جاءتِ الآثارُ، وقالتِ العلماءُ.

[ذكرُ مَن قال ذلك] (٣)

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا ابنُ عَثْمةَ، قال: ثنا سعيدُ بن بشيرٍ، عن قتادةَ، عن الحسن، عن سَمُرةَ، عن النبىِّ في قوله: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾. قال: "سامٌ، وحامٌ، ويافثُ" (٤).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾. قال: فالناسُ كلُّهم مِن ذريةِ نوحٍ (٥).


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٧٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٢) سقط من: م، ت ٢.
(٣) سقط من: م، ت ١.
(٤) أخرجه الترمذى (٣٢٣٠) من طريق ابن عثمة به، وأخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/ ١٩ - من طريق سعيد بن بشير به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٧٨ إلى ابن مردويه.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ١٩ عن سعيد به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٧٨ إلى المصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.