للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عمرو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾. قال: ليس هذا بحينِ فرارٍ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿فَنَادَوا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾. قال: نادى القومُ على غير حين نداءٍ، وأرادُوا التوبةَ حين عايَنوا عذابَ الله، فلم يُقبل منهم ذلك (٢).

حدَّثنا محمد بن الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ قولَه: ﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾. قال: حينَ نزَل بهم العذابُ لم يستطيعوا الرجوعَ إلى التوبةِ، ولا فرارًا من العذابِ.

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿فَنَادَوا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾. يقولُ: وليس حينَ فرارٍ (٣).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾: ولاتَ حِينَ مَنْجِّى ينجُون منه.

ونُصب ﴿حِينَ﴾ في قوله: ﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ تشبيها لـ"لات" بـ"ليس"، وأُضمِر فيها اسمُ الفاعل.

وحكَى بعضُ نحويِّى أهلِ البصرةِ الرفعَ مع "لاتَ" في "حينُ"، زُعم أن


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٦ إلى المصنف والفريابي وعبد بن حميد.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٠ عن معمر، عن قتادة إلى قوله: "حين نداء". وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٦ إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٤.