للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العربية: الوقفُ عليه "ولاتْ" بالتاءِ، ثم يُبتدأُ: حينَ مناصٍ. قالوا: وإنما هي "لا" التي بمعنى "ما" و"إن" في الجحدِ، وُصِلَت بالتاءِ، كما وُصِلت "ثُمَّ" بها، فقيل: "ثُمَّت"، وكما وُصِلَت "ربَّ"، فقيل: "رُبَّت".

وقال آخرون منهم: بل هى هاءٌ زيدت في "لا"، فالوقفُ عليها "لاه"؛ لأنها هاءٌ زيدت للوقفِ، كما زيدَت في قولِهم (١):

العاطِفُونَةَ حِينَ ما مِنْ عاطِفٍ … والمُطْعِمُونَةَ حِينَ أَيْنَ المُطعِمُ

فإذا وُصِلت صارت تاءً.

وقال بعضُهم: الوقفُ على "لا"، والابتداءُ بعدَها "تحينَ"، وزعَم أن حكمَ التاءِ أن تكونَ في ابتداءِ "حينَ"، و"أوانَ"، و"الآنَ"؛ ويَسْتَشْهِدُ لقيلِه ذلك بقولِ الشاعرِ (٢):

نَوِّلِي قبل يومِ سَبي جمانا … وصِلينا كما زَعَمْتِ تَلانا

وأنَّه ليس هاهنا "لا"، فيُوصَلَ بها هاءٌ أو تاءٌ. ويقولُ: إن قوله: ﴿وَلَاتَ حِينَ﴾، إنما هي ليس "حينَ"، ولم توجد "لاتَ" في شيءٍ مِن الكلام (٣).

والصواب من القولِ في ذلك عندَنا، أن "لا" حرفُ جحدٍ كـ "ما" وإن وُصلت بهاءٍ تصيرُ في الوصلِ تاءً، كما فعلتِ العربُ ذلك بالأدواتِ، ولم تستعملْ ذلك (٤) للعلةِ التى اعتلَّ بها القائلُ أنه لم يجدْ "لاتَ" في شيءٍ من كلامِ العربِ،


(١) البيت لأبي وجزة، وهو مركب من مصراعي بيتين. وهو في اللسان (ل ى ت، ح ى ن)، وخزانة الأدب ٤/ ١٧٥.
(٢) البيت لعمرو بن أحمر الباهلي. وهو في اللسان (ح ى ن)، وخزانة الأدب ٤/ ١٧٩.
(٣) ينظر القرطبي ١٥/ ١٤٦ - ١٤٩.
(٤) بعده في م: "كذلك مع لا المدة إلا للأوقات دون غيرها، ولا وجه"، وبعده في ت ٢، ت ٣: "كذلك مع "لا" الأوقات دون غيرها ولا وجه".