للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا﴾. يقولُ: فقال لى: انْزِلْ عنها لي، وضُمَّها إليَّ.

كما حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قولِه: ﴿أَكْفِلْنِيهَا﴾. قال: أعْطِنيها؛ طَلِّقْها لى أنْكِحْها، وخَلِّ سبيلها (١).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاق، عن بعض أهلِ العلمِ، عن وهب بن مُنَبِّهِ: ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا﴾. أى: احْمِلْنى عليها (٢).

وقوله: ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾. يقولُ: وصار أعَزَّ مني في مخاطبته إياى؛ لأنه إن تَكلَّم فهو أبْينُ منى، وإن بَطَش كان أشدَّ منى فقَهَرَنى.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى الضُّحَى، عن مسروق، قال: قال عبد الله فى قوله: ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾. قال: ما زادَ داودُ على أن قال: انزِلْ لى عنها (٣).

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثني أبي، عن المسعودىِّ، عن المِنْهالِ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابن عباسٍ قال: ما زادَ على أن قال: انْزِلْ لى عنها (٤).


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٣٠٣ إلى المصنف.
(٢) يأتي مطولا في ص ٧١.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٣، والطبراني (٩٠٤٣) من طريق الأعمش به بنحوه.
(٤) تفسير مجاهد ص ٥٧٣، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٣ من طريق المسعودي به بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٠٣ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.