للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخيلُ، وكانت لها أجنحةٌ. وأما ﴿الْجِيَادُ﴾ فإنها السِّراعُ، واحدُها جوادٌ.

كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿الْجِيَادُ﴾: السِّراعُ (١).

وذُكر أنها كانت عشرين فَرَسًا ذواتِ أجنحةٍ.

ذكرُ الخبرِ بذلك

حدَّثنا محمدُ بن بشارٍ، قال: ثنا مُؤمَّلٌ، قال: ثنا سفيانُ، عن أبيه، عن إبراهيمَ التَّيْمِيِّ في قوله: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾. قال: كانت عشرين فرسًا ذواتِ أجنحةٍ (٢).

وقوله: ﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾. وفى هذا الكلام محذوفٌ استغنى بدلالةِ الظاهرِ عليه مِن ذكرِه: فلهِىَ عن الصلاةِ حتى فاتَتْه، فقال: ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ﴾.

ويعنى بقوله: ﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ﴾. أي: أحببتُ حبًّا للخيرِ، ثم أُضيف الحبُّ إلى الخيرِ. وعُنِى بالخير في هذا الموضعِ الخيلُ. والعربُ فيما بلَغنى تُسَمِّى الخيلَ الخيرَ، والمالُ أيضًا يُسَمُّونه الخيرَ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) تفسير مجاهد ص ٥٧٤. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٠٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٥٦ عن المصنف، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٠٩ بلفظ: "عشرين ألف فرس"، وعزاه إلى المصنف والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.