للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَأْخُذَ ضِغْثًا من رُطبةٍ بقدرِ ما حلَف عليه، فيَضْرِبَ به.

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا ابن يمانٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ في قولِه: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا﴾. قال: عِيدانًا رَطْبةً.

حدَّثنا أبو هشامٍ الرِّفاعيُّ، قال: ثنا يحيى، عن إسماعيلَ بن إبراهيمَ بن المهاجرِ، عن أبيه، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا﴾. قال: هو الأَثْلُ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا﴾ الآية، قال: كانت امرأتُه قد عرَضت له بأمرٍ، وأرادها إبليسُ على شيءٍ، فقال: لو تكلَّمتِ بكذا وكذا. وإنما حمَلها عليها الجزَعُ، فحلَف (٢) لئن شفاه اللهُ ليَجْلِدَنَّها مِائةَ جلدةٍ، قال: فأُمِر بغصنٍ فيه تسعةٌ وتسعون قضيبًا، والأصلُ تكملةُ المِائةِ، فضرَبها ضربةً واحدةً، فأبرَّ نبيُّ اللهِ، وخفَّف اللهُ عن أَمَتِه، واللهُ رحيمٌ (٣).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا﴾. يعنى: ضِغْثًا من الشجرِ الرَّطْبِ، كان حلَف على يمينٍ، فأخَذ من الشجرِ عددَ ما حلَف عليه، فضرَب به ضربةً واحدةً فبرَّت يمينُه، وهو اليومَ في الناسِ يمينُ أيوبَ، مَن أخَذ بها فهو حسنٌ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ﴾. قال: ضِغْثًا واحدًا من الكلأِ فيه أكثرُ من مائةِ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٧ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) بعده في م، ت ٢، ت ٣: "نبي الله".
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٧، ١٦٨ عن معمر عن قتادة بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.