للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النازعات: ٤١]. بمعنى: هي مَأْوَاه، وكما قال الشاعرُ (١):

ما ولَدَتكم حَيَّةُ ابنةُ مالكٍ … سِفاحًا وما كانت أحاديثَ كاذِبِ

ولكن نرَى أقدامَنا في نعالِكم … وآنَفَنا بينَ اللِّحَى والحَوَاجِبِ

بمعنى: بينَ لِحاكم وحواجبِكم. ولو كانت "الأبوابُ" جاءت بالنصبِ لم يَكُنْ لحنًا، وكان نصبُه على توجيهِ المُفَتَّحةِ في اللفظِ إلى "جناتٍ"، وإن كان في المعنى للأبوابِ، وكان كقولِ الشاعرِ (١):

وما قومى بثعلبةَ بن سعدٍ … ولا بفَزَارةَ الشُّعْرِ الرِّقابا

ثم نُوِّنت "مُفَتَّحة"، ونُصِبَت "الأبواب".

فإن قال لنا (٢) قائلٌ: وما في قولِه: ﴿مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾. من فائدةِ خبرٍ حتى ذُكِر ذلك؟ قيل: فإن الفائدةَ في ذلك إخبارُ اللهِ تعالى عنها أن أبوابَها تُفْتَحُ لهم بغيرِ فتحِ سكانِها إيَّاها بمعاناةٍ بيدٍ ولا جارحةٍ ولكن بالأمرِ، فيما ذُكِر.

كما حدَّثنا أحمدُ بنُ الوليدِ الرَّمْليُّ، قال: ثنا ابن نُفَيلٍ، قال: ثنا ابن دَعْلَجٍ (٣)، عن الحسنِ في قولِه: ﴿مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾. قال: أبوابٌ تُكَلَّمُ؛ فتُكَلَّمُ: انفتِحى، انغلِقى (٤).

وقولُه: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾. يقولُ: مُتَّكِئِين في جناتِ عدنٍ على سُرُرٍ، ﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ﴾. يعنى: بثمارٍ من ثمارِ الجنةِ


(١) معاني القرآن ٢/ ٤٠٨.
(٢) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) في م: "دعيج". ينظر تهذيب الكمال ٨/ ٣٠٧.
(٤) تقدم في ١٥/ ٥٧٧.