للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُعْرِضُونَ﴾. قال: القرآنُ (١).

حدَّثني يعقوبُ بن إبراهيمَ، قال: ثنا هشيمٌ، قال: أخبَرنا هشامٌ، عن ابن سيرينَ، عن شُرَيْحٍ، أن رجلًا قال له: أتقضى عليَّ بالنبأ؟! قال: فقال له شريحٌ: أوَ ليس القرآنُ نبأً؟ قال: وتلا هذه الآيةَ: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ﴾. قال: وقَضَى عليه (٢).

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ قولَه: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ﴾. قال: القرآنُ (٢).

وقولُه: ﴿أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ﴾. يقولُ: أنتم عنه منصرِفون، لا تعمَلون به، ولا تُصدِّقون بما فيه من حُججِ الله وآياتِه.

وقولُه: ﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى﴾. يقولُ لنبيِّه محمدٍ : قل يا محمدُ لمشرِكي قومِك: ﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى﴾ [من الملائكةِ] (٣)، ﴿إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ في شأنِ آدمَ مِن قبلِ أن يوحِىَ إليَّ ربِّي، فيُعلِمَنى ذلك. يقولُ: ففى إخبارى لكم عن (٤) ذلك، دليل واضحٌ على أن هذا القرآنَ وحىٌ مِن اللهِ، وتنزيلٌ مِن عنده؛ لأنكم تعلَمون أن علمَ ذلك لم يكن عندى قبلَ نزولِ هذا القرآنِ، ولا هو مما شاهدتُه فعاينتُه، ولكنى علِمتُ ذلك بإخبارِ اللهِ إيَّاي به.


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ١٠١ وابن كثير في تفسيره ٧/ ٧١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٩ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي نصر السجزي في الإبانة.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٧١.
(٣) سقط من: م.
(٤) ليست في: ص، ت ١.