للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط،، عن السُّديِّ في قوله: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ﴾. قال: مَثَلٌ لأوثانهم التي كانوا يعبدون (١).

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قوله: (ضَرَبَ اللهُ مثَلًا رَجُلًا فيهِ شُرَكاءُ متشاكِسُونَ ورَجُلًا سالما لرَجُلٍ). قال: أرأيتَ الرجل الذي فيه شركاءُ مُتشاكسون، كلهم سيء الخُلُقِ، ليس منهم واحدٌ [يَلْقاه إلَّا أخذ بطَرَفٍ مِن مال - إلَّا استخدمه - أسَواءٌ هم] (٢) والذي لا يملكه إلا واحدٌ؟ فإنما هذا مَثَلٌ ضرَبه الله لهؤلاء الذين يعبدون الآلهة، وجعلوا لها في أعناقهم حقوقا، فضربه الله مثلا لهم، وللذى يعبُدُه وحدَه، ﴿هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. وفى قوله: (ورَجُلًا سالما لرَجُلٍ). يقولُ: ليس معه شِرْكٌ (٣).

وقوله: ﴿هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا﴾. يقول تعالى ذكره: هل يَستوي مَثَلُ هذا الذي يخدِمُ جماعةً شركاء سيئةً أخلاقهم مختلفةً فيه لخدمته، مع مُنازعته شركاءه فيه، والذي يخدِمُ واحدًا لا ينازعه فيه مُنازعٌ، إذا أطاعه عرف له موضعَ طاعته وأكرمه، وإذا أخطأ صفح له عن خَطَئِه. يقولُ: فأيُّ هذين أحسن حالًا، وأروح جسمًا، وأقلُّ تَعَبًا ونَصَبًا.

كما حدثني محمد بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ﴿هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. يقولُ: مَن اختلف فيه خيرٌ، أم من لم يُخْتلَف فيه؟


(١) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ٢٥.
(٢) في م: "إلا تلقاه آخذا بطرف من مال لاستخدامه أسواؤهم".
(٣) ذكره الطوسى في التبيان ٩/ ٢٥ بنحوه مختصرا.