للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأيُّها الغاشِى القِذافَ (١) الأَتْيَعا (٢)

إن كُنْتَ للهِ التَّقِىَّ الأطْوعَا

فليس وَجْهُ الحقِّ أن تَبَدَّعا

يعنى: أن تُحْدِثَ في الدينِ ما لم يَكُنْ فيه.

فمعنى الكلامِ: سُبحانَ اللهِ، أَنَّى يكونُ له ولدٌ وهو مالكُ ما في السماواتِ والأرضِ، تَشْهدُ له جميعُها بدلالتِها عليه بالوَحْدانيةِ، وتُقِرُّ له بالطاعةِ، وهو بارئُها وخالقُها، ومُوجدُها مِن غيرِ أصلٍ، ولا مِثالٍ احْتَذاها عليه!.

وهذا إعلامٌ مِن اللهِ عبادَه أنَّ مما يَشْهَدُ له بذلك المسيحُ الذى أضافوا إلى اللهِ بُنُوَّتَه، وإخبارٌ منه لهم أن الذى ابْتَدع السماواتِ والأرضَ مِن غيرِ أصلٍ، وعلى غيرِ مِثالٍ، هو الذى ابْتَدع المسيحَ مِن غيرِ والدٍ بقُدْرتِه.

وبنحوِ الذى قُلْنا في ذلك قال جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.

ذِكْرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا المثنى، قال: حدثنا إسحاقُ، قال: حدثنا ابنُ أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. يقولُ: ابْتَدع خلقَها، ولم يَشْرَكْه في خلقِها أحدٌ (٣).

وحدَّثنى موسى، قال: حدثنا عمرٌو، قال: حدثنا أسباطُ، عن السُّدىِّ: ﴿بَدِيعُ


(١) القذاف: سرعة السير. التاج (ق ذ ف).
(٢) في الديوان: "الأتبعا". والأتيع: المتتابع: أى التسارع في الحمق. التاج (ت ى ع).
(٣) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢١٤ عقب الأثر (١١٣٥) من طريق ابن أبى جعفر به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١١٠ إلى المصنف وابن أبى حاتم عن أبى العالية. وهو عند ابن أبى حاتم ١/ ٢١٤ (١١٣٥) من طريق أبى جعفر، عن الربيع، عن أبى العالية.