للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُصْرَفُونَ﴾ إلى قوله: ﴿لَمْ نَكُن نَدْعُوا مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرِينَ﴾ (١).

حدثني علي بن سهل، قال: ثنا زيد بن أبى الزرقاءِ، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، عن ابن سيرين، قال: إن لم يَكُنْ أهل القدر الذين يخوضون في آياتِ اللهِ فلا علم لنا به.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن (٢) الخير الزبادى (٣)، عن أبي قبيل، قال: أخبرني عقبة بن عامر الجُهَنيُّ، أن رسولَ اللهِ قال: "سَيَهْلِكُ من أُمتى أهل الكتاب وأهلُ اللَّبَنِ (٤). فقال عقبة: يا رسول الله، وما أهل الكتاب؟ قال: "قوم يتَعلَّمون كتاب الله يُجادِلون الذين آمنوا". فقال عقبةُ: يا رسول الله، وما أهلُ اللَّبَنِ (٤)؟ قال: "قومٌ يَتَّبِعون الشَّهَواتِ، ويُضَيِّعون الصَّلَواتِ" (٥).

قال أبو قَبِيل: لا أحسَبُ المُكذِّبين بالقَدَرِ إلا الذين يجادلون الذين آمنوا، وأما أهلُ اللَّبَن (٤) فلا أحسبهم إلا أهل العمود (٦)، ليس عليهم إمام جماعةٍ، ولا يعرفون شهر رمضان.

وقال آخرون: بل عُنِى بذلك أهل الشركِ.


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ١٥٨، والقرطبي في تفسيره ١٥/ ٣٣١.
(٢) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أبي". وينظر الجرح والتعديل ٨/ ٢٠٨.
(٣) في الأصل، م، ت ٢، ت ٣: "الزيادي"، وغير منقوطة في ص، ت ١. والزبادي: نسبة إلى زَبَاد وهو موضع بالمغرب. الأنساب ٣/ ١٢٧، وينظر الإكمال ٤/ ٢١٠.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "اللين"، وأهل اللبن: أناس يحبون اللبن، فيتبعون الشهوات ويدعون الجماعات والجمع، وينظر مصادر التخريج الآتية.
(٥) أخرجه الطبراني في الكبير ١٧/ ٢٩٦ (٨١٧)، والحاكم ٢/ ٣٧٤، والبيهقى في الشعب (٢٩٦٤) من طريق ابن وهب به، وأخرجه أحمد ٢٨/ ٥٥٥، ٦٣٢، ٦٣٦ (١٧٣١٨، ١٧٤١٥، ١٧٤٢١)، والطبراني في الكبير ١٧/ ٢٩٥، ٢٩٦ (٨١٥، ٨١٦)، وأبو يعلى في مسنده (١٧٤٦)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢٣٥٩)، والفسوى في المعرفة والتاريخ ٢/ ٥٠٧، وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ٢٩٣ من طريق أبي قبيل به.
(٦) في ت ١: "العهود". ويقال لأصحاب الأخبية الذين لا ينزلون غيرها: هم أهل محمود، وأهل عماد. ينظر تاج العروس (ع م د).