للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾. قال: نَحْرَه بالحُديبِيَةِ وحَلْقَه (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن بَزِيعٍ، قال: ثنا أبو بَحْرٍ، قال: ثنا شعبةُ، قال: ثنا جامعُ بنُ شَدَّادٍ، عن عبدِ الرحمنِ بن أبى عَلْقمةَ، قال: سمِعْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ يقولُ: لمَّا أَقْبَلْنا مِن الحُدَيبيَةِ أَعْرَسْنا فنِمْنا، فلم نَسْتَيْقِظْ إلا بالشمسِ قد طَلَعَتْ، فاسْتَيْقَظْنا ورسولُ اللهِ نائمٌ. قال: فقلْنا: أهْضِبُوا (٢). فاسْتَيْقَظ رسولُ اللهِ فقال: "افْعَلوا كما كنتم تَفْعَلون، فكذلك مَن نام أو نسِى". قال: وفَقَدْنا ناقةَ رسولِ اللهِ ، فوَجَدْناها قد تَعَلَّق خِطامُها بشجرةٍ، فأَتَيْتُه بها، فركِب، فبَيْنا نحن نَسيرُ إذ أتاه الوحيُ. قال: وكان إذا أتاه اشْتَدَّ عليه، فلَمَّا سُرِّي عنه أَخْبَرنا أنه أُنزِل عليه: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ (٣).

حدَّثنا أحمدُ بنُ المِقْدامِ، قال: ثنا المعتمرُ، قال: سمِعْتُ أبى يُحَدِّثُ، عن قتادةَ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: لما رجَعْنا مِن غزوةِ الحديبيةِ وقد حِيل بينَنا وبينَ


(١) تفسير مجاهد ص ٦٠٧، وأخرجه ابن سعد ٢/ ١٠٤ من طريق ابن جريج، عن مجاهد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) في م: "أيقظوه"، وفى ت ٢: "اقضوه"، وفى ت ٣: "افضوا".
وأهضِبوا: تَكَلَّموا وامْضُوا. يقال: هَضَب في الحديث وأهْضَبَ. إذا انْدَفَع فيه. كرِهوا أن يوقظوه، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم. ينظر النهاية ٥/ ٢٦٥.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٣٠٩ عن المصنف، وأخرجه الطيالسى (٣٧٥)، وابن أبي شيبة ٢/ ٦٤، ١٤/ ١٦١، ٤٥٣، ٤٥٤، وأحمد ٦/ ١٧٠، ٧/ ٤٢٦، ٤٢٧ (٣٦٥٧، ٤٤٢١)، والبخارى في الكبير ٥/ ٢٥١، وأبو داود (٤٤٧)، والنسائى في الكبرى (٨٨٥٣)، والطبرانى (١٠٥٤٩)، والبيهقى ٢/ ٢١٨ من طريق شعبة به، وأخرجه الطبراني (١٠٥٤٩، ١٠٥٤٩)، والبيهقى في الدلائل ٤/ ١٥٥ من طريق جامع ابن شداد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٨ إلى ابن مردويه.