للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ساق الحديثَ إلى آخرِه، نحوَ حديثِ ابن عبدِ الأعلى (١).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةَ، عن ابن إسحاق، عن محمدِ بن مسلم بن شهابٍ الزهريِّ، عن عروةَ بن الزبيرِ، عن المشورِ بن مَخْرَمةَ ومروان بن الحكمِ، أنهما حدَّثاه، قالا: خرج رسول اللهِ عام الحديبيةِ يُرِيدُ زيارةَ البيتِ، لا يُرِيدُ قتالًا، وساق معه هديَه سبعين بَدَنةً، حتى إذا كان بعُسْفانَ لقِيه بشرُ بن سفيانَ الكعبيُّ، فقال له: يا رسولَ اللهِ، هذه قريشٌ قد سمِعَت بمسيرِك، فخرَجوا معهم العُوذُ المطافيلُ، قد لبِسوا جلودَ النمورِ، ونزَلوا بذِى طُوًى، يُعاهدون اللَّهَ لا تَدْخُلُها عليهم أبدًا، وهذا خالدُ بنُ الوليدَ في خيلِهم، قد قدَّموها إلى كُراعِ الغَميم. قال: فقال رسولُ اللهِ : "يا ويحَ قريشٍ، لقد أهلَكتْهم (٢) الحربُ، ماذا عليهم لو خَلَّوْا بينى وبينَ سائرِ العربِ، فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا، وإن أظْهَرَنى اللهُ عليهم دخَلوا في الإسلامَ وافِرين (٣)! ". ثم ذكَر نحوَ حديثِ معمرٍ، بزياداتٍ فيه كثيرة على حديثِ معمرٍ، ترَكتُ ذكرِها (٤). حدَّثني يُونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ﴾. قال: كان الهدىُ بذى طُوًى، والحديبية خارجةٌ مِن الحرمِ، نزَلَها رسولَ اللهِ حين غَوَّرَت قريشٍ عليه الماءَ.


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٦٢١، ٦٢٥ - ٦٢٨، ٦٣٧، ٦٤٠ مفرقا، وأخرجه النسائي في الكبرى (٨٨٤٠) مختصرًا عن يعقوب بن إبراهيم به. وأخرجه أحمد (٤/ ٣٣١ - الميمنية) من طريق يحيى بن سعيد القطان به. وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٩٧٢٠) - ومن طريقه أحمد ٤/ ٣٢٨ (الميمنية) والبخاري (٢٧٣١، ٢٧٣٢)، وابن حبان (٤٨٧٢)، والطبراني ٢٠/ ٩ (١٣)، والبيهقى ٩/ ٢١٨ - عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٧٦ إلى ابن المنذر وعبد بن حميد، وتقدم تخريجه في ٣/ ٣٦٢.
(٢) في تاريخ المصنف ومسند أحمد: "أكلتهم".
(٣) في النسخ: "داخرين". والمثبت مِن مصادر التخريج.
(٤) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٠٨ وأخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٦٢٠ - ٦٢٣ مفرقا عن ابن حميد به، وأخرجه ابن خزيمة (٢٩٠٦) مِن طريق سلمةَ ببعضه. وأخرجه أحمد (٤/ ٣٢٣ - الميمنية)، وأبو داود (٢٧٦٦)، والبيهقى ٩/ ٢٢١، ٢٢٧ من طريق محمد بن إسحاق به مطولا ومختصرا.