للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذان الخبرانِ يُنْبِئان أنَّ اللهَ تعالى ذِكْرُه إنما عَنَى بمَقامِ إبراهيمَ الذى أمَرنا (١) باتخاذِه مصلًّى منه (٢)، هو الذى وصَفْنا، ولو لم يكنْ على صِحَّةِ ما اختَرْنا في تأويلِ ذلك خبرٌ عن رسولِ اللهِ ، لكان الواجبُ من القولِ فيه ما قلْنا؛ وذلك أنَّ الكلامَ مَحْمولٌ معناه على ظاهِرِه المعروفِ دونَ باطِنِه المجهولِ، حتى يأتىَ ما يدلُّ على خِلافِ ذلك مما يَجِبُ التسليمُ له. ولا شكَّ أنَّ المعروفَ في الناسِ بمَقامِ إبراهيمَ، هو [ما وصَفتُ دونَ جميعِ الحَرَمِ، ودونَ مَواقِفِ الحجِّ كلِّها.

وأمّا] (٣) المُصَلَّى الذى قال الله تعالى ذِكْرُه: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾. فإنَ أهلَ التأويلِ مُختلِفون في معناه؛ فقال بعضُهم: هو المُدَّعَى.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنى المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾. قال: مصلَّى إبراهيمَ مُدَّعًى (٤).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل اتخِذُوا مصلَّى تصلُّون عنده.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بِشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: أُمِروا أن يُصلُّوا عنده (٥).


(١) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الله".
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور فى سننه (٢١٤ - تفسير) عن سفيان به، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٢٧ (١٢٠١) من طريق زكريا بن إسحاق، عن ابن أبى نجيح به.
(٥) تقدم تخريجه بتمامه في ص ٥٢٧.