للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتَدخُلَ الجَنَّةَ؟ ". فعاش حميدًا، وقُتِل شهيدًا يومَ مُسَيلِمةَ (١).

حدَّثني عليُّ بنُ سهلٍ، قال: ثنا مؤمَّلٌ، قال: ثنا نافعُ بنُ عمرَ بنِ جميلٍ الجُمَحِيُّ، قال: ثنى ابنُ أبي مُلَيْكَةَ، عن ابنِ (٢) الزبيرِ، قال: قَدِم وفدُ - أُرَاه قال: تميمٍ - على النبيِّ ، مِنهم الأقرعُ بنُ حابسٍ، فكَلَّم أبو بكرٍ النبيَّ أَن يَسْتَعْمِلَه على قومِه، قال: فقال عمرُ: لا تفعَلْ يا رسولَ اللَّهِ. قال: فتَكلَّما حتى ارْتفَعتْ أصواتُهما عندَ النبيِّ . قال: فقال أبو بكرٍ لعمرَ: ما أردتَ إِلَّا خِلافي. قال: ما أردتُ خلافَك. قال: فنزَل القرآنُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى قولِه: ﴿وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾. قال: فما حدَّث عمرُ النبيَّ بعدَ ذلك فسمِع (٣) النبيُّ [كلامَه يستفهمَه؛ مما يَخفِضُ صوتَه للنبيِّ ] (٤). قال: وما ذكَر ابنُ الزُّبيرِ جَدَّه. يعني أبا بكرٍ (٥).

وقولُه: ﴿أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ﴾. يقولُ: أَلَّا تحبَطَ أعمالُكم فتذهَبَ باطلةً، لا ثوابَ لكم عليها ولا جزاءَ؛ برفعِكم أصواتَكم فوقَ صوتِ نبيِّكم، وجَهْرِكم له بالقولِ كجَهْرِ بعضِكم لبعضٍ.


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٣٠، وفي المصنف (٢٠٤٢٥)، ومن طريقه البيهقي في الدلائل ٦/ ٣٥٥ عن معمر به، وأخرجه الطبراني (١٣١٤، ١٣١٥)، وفي الأوسط (٢٢٤٣)، وابن حبان (٧١٦٧)، وأبو نعيم في الدلائل (٥٢٠) وفي المعرفة (١٣٠١) من طريق الزهري عن إسماعيل بن محمد به مرسلًا، وأخرجه الطبراني (١٣١٢)، وابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ٢٠١ من طريق إسماعيل بن محمد عن ثابت بن قيس، وأخرجه الطبراني (١٣١٣)، وابن مردويه في تفسيره - كما في الفتح ٦/ ٦٢١ - من طريق الزهري عن محمد بن ثابت به مرسلًا، وأخرجه ابن قانع ١/ ١٢٦، والطبراني (١٣١٠، ١٣١١) من طريق الزهري عن محمد بن ثابت بن قيس عن ثابت بن قيس.
(٢) سقط من: م.
(٣) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فيسمع".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٥) أخرجه الترمذي (٣٢٦٦) من طريق مؤمل به، وأخرجه البخاري (٤٣٦٧، ٤٨٤٧)، والنسائي (١١٥١٤ - كبرى)، وأبو يعلى (٦٨١٦)، والواحدي في أسباب النزول ص ٢٨٧ من طريق ابن أبي مليكة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٨٣ إلى ابن المنذر وابن مردويه.