للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْإِيمَانَ﴾ باللَّهِ ورسولِه، فأنتم تُطيعُون [اللَّهَ ورسولَه] (١)، وتأتمون به، فيَقيكُم اللَّهُ بذلك من العَنَتِ ما لو لم تُطِيعوه وتتَّبِعوه و (٢) كان يُطيعُكم لَنَالَكُم وأصابَكُم.

وقولُه: ﴿وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾. يقولُ: وحسَّن الإيمانَ في قلوبِكم فآمَنتم، ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ﴾ باللَّهِ، ﴿وَالْفُسُوقَ﴾. يعني الكذبَ، ﴿وَالْعِصْيَانَ﴾. يعني: ركوبَ ما نهَى (٣) اللَّهُ عنه في خلافِ أمرِ رسولِ اللَّهِ ، وتضييعِ ما أمَر اللَّهُ به، ﴿أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾. يقولُ: هؤلاء الذين حبَّب اللَّهُ إليهم الإيمانَ، وزيَّنه في قلوبِهم، وكرَّه إليهم الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ (٤)، هم الرَّاشِدون، السَّالِكون طريقَ الحقِّ.

وقولُه: ﴿فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾. يقولُ: ولكِنَّ اللَّهَ حبَّب إليكم الإيمانَ، وأنعَم عليكم هذه النعمَ (٥) التي عدَّها؛ فضلًا منه وإحسانًا، ونعمةً منه أنعَمَها عليكم، ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. يقولُ: واللَّهُ ذو علمٍ بالمُحسنِ مِنكم من المُسيءِ، ومَنْ هو لنِعَمِ اللَّهِ وفَضْلِه أهلٌ، ومَن هو لذلك غيرُ أهلٍ، وحكمةٍ في تدبيرِه خَلْقَه، وصَرْفِه إيَّاهم فيما شاءَ مِن قضائِه.

وبنحوِ الذي قُلنا في تأويلِ قولِه: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ﴾ قال قتادةُ (٦).


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "رسول الله".
(٢) في الأصل: "ولكنه".
(٣) في الأصل: "نهانا".
(٤) بعده في م، ت ٢، ت ٣: "أولئك".
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "النعمة".
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أهل التأويل"، وبعده: "ذكر من قال ذلك".