للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا [حِبانُ بنُ عليٍّ العَنَزِيُّ] (١)، عن مُثَنَّى بنِ صبَّاحٍ، عن عمرِو بنِ شُعيبٍ، عن معاذِ بنِ جبلٍ، قال: كنا مع رسولِ اللَّهِ ، فذكَر القومُ رجلًا، فقالوا: ما يأكلُ إلا ما أُطعِم، وما يَرْحلُ إلا ما رُحِّل له، وما أَضْعَفَه! فقال رسولُ اللَّهِ : "اغْتَبتُم أخاكُم". قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وغِيبةٌ (٢) أن تُحدِّثَ بما فيه؟ قال: "بِحَسْبِكُم أن تُحدِّثوا عن أخِيكُم بما (٣) فيه" (٤).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا خالدُ بنُ مخلدٍ (٥)، عن محمدِ بنِ جعفرٍ، عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللَّهِ : "إذا ذكَرتَ أخاكَ بما يَكرَهُ، فإن كان فيه ما تقولُ فقد اغْتَبْتَه. وإن لم يَكُنْ فيه ما تقولُ فقد بَهَتَّه" (٦).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: كنا نُحدِّثُ أن الغِيبةَ أن تَذكُرَ أخاكَ بما يَشِينُه، وتعيبَه بما فيه، وإن كذَبتَ عليه فذلك البُهْتانُ (٧).

وقولُه: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه للمؤمنين به (٨): أيُحِبُّ أحدُكم أيُّها القومُ أن يأكلَ لحمَ أخيه بعدَ مماتِه مَيْتًا، فإن لم تُحبُّوا ذلك وكَرِهْتُموه لأنَّ اللَّهَ حرَّم ذلك عليكم، فكذلك لا تُحبُّوا أن تَغْتابوه في حياتِه، فاكْرَهوا غِيبتَه حَيًّا كما كَرِهْتُم أكلَ (٨) لحمِه مَيْتًا؛ فإِنَّ اللَّهَ حَرَّم


(١) في الأصل: "حسان بن علي الغنوي"، وينظر تهذيب الكمال ٥/ ٣٣٩.
(٢) في م: "غيبته".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ما".
(٤) أخرجه الطبراني ٢٠/ ٣٩ (٥٧)، والبيهقي في الشعب (٦٧٣٤) من طريق المثنى بن صباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن معاذ.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "محمد". وينظر تهذيب الكمال ٨/ ١٦٣.
(٦) تقدم تخريجه في الصفحة السابقة.
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٩٤ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٨) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.