للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأولى القولينِ في ذلك عندِي بالصوابِ قولُ مَن قال: هو بمعنى الاستزادةِ، هل من شيءٍ أُزادُه؟

وإنما قلْنا ذلك أولى القولينِ بالصوابِ؛ لصحةِ الخبرِ عن رسولِ اللَّهِ بما حدَّثني أحمدُ بنُ المِقَدامِ العِجْليُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الطَّفَاوِيُّ، قال: ثنا أيوبُ، عن محمدٍ، عن أبي هريرةَ أن رسولَ اللَّهِ قال: "إذا كان يومُ القيامةِ، لم يَظْلِمِ اللَّهُ أحدًا من خلقِه شيئًا، ويُلْقَى في النارِ، تقولُ: هل من مَزِيدٍ. حتى يَضَعَ عليها قدمَه، فهنالك يَمْلَؤُها، ويُزْوَى بعضُها إلى بعضٍ، وتقولُ: قَطْ، قَطْ" (١).

حدَّثنا أحمدُ بنُ المقدامِ، قال: ثنا المعتمرُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعت أبي يُحدِّثُ عن قتادةَ، عن أنسٍ، قال: ما تزالُ جهنمُ تقولُ: هل من مزيدٍ؟ حتى يَضَعَ اللَّهُ عليها قدمَه، فتقولُ: قَدْ، قَدْ. وما يزالُ في الجنةِ فضلٌ حتى يُنْشِئَ اللَّهُ خلقًا، فيُسْكِنَه فضولَ الجنةِ (٢).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، قال: أخبَرنا أيوبُ وهشامُ بنُ حسانَ، عن محمدِ بنُ سِيرِينَ، عن أبي هريرةَ، قال: اختصَمت الجنةُ والنارُ، فقالت الجنةُ: ما لي إنما يَدْخُلُني فقراءُ الناسِ وسَقَطُهم؟ وقالت النارُ: ما لي إنما يَدْخُلُني الجبارون والمتكبِّرون؟ فقال: أنتِ رحمتي أُصِيبُ بكِ من أشاءُ، وأنتِ عذابي أُصِيبُ بك من أشاءُ، ولكلِّ واحدةٍ منكما مِلْؤُها. فأما الجنةُ فإن اللَّهَ يُنْشِئُ لها من خلقِه ما شاء. وأما النارُ فيُلْقَون فيها، وتقولُ: هل من مَزيدٍ؟ ويُلْقَون فيها، وتقولُ: هل من مزيدٍ؟ حتى يضَعَ فيها قدمَه، فهنالك (٣) تُملَأُ، ويُزْوَى


(١) أخرجه ابن حبان (٧٤٧٦)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٧٢٠) من طريق أحمد بن المقدام به.
(٢) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٥٣٣)، وابن خزيمة في التوحيد ص ٦٤ من طريق المعتمر به
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فهناك".