للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اضْطَرَّه إِلَى عَذَابِ النَّارِ). بتخفيفِ التاءِ وجزمِ العينِ، وفتحِ الراءِ من (اضْطَرَّه)، ووصلِ (١) (ثم اضطَرَّه) بغيرِ قطعِ ألفِها (٢)، على وجهِ الدعاءِ مِن إبراهيمَ ربَّه لهم والمسألةِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ، قال: قال أبو العاليةِ: كان ابنُ عباسٍ يقولُ: ذلك قولُ إبراهيمَ يَسْأَلُ ربَّه أن (مَن كفَر فأَمْتِعْه قليلًا) (٣).

وحدَّثنى المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: حدَّثنا ابنُ أبي جعفرٍ، [عن أبيه] (٤)، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: (وَمَنْ كَفَرَ فأَمْتِعْه قَلِيلًا). يقولُ: ومَن كفَر فارْزُقْه أيضًا (ثم اضْطَرَّه إلى عذابِ النارِ) (٥).

والصوابُ مِن القراءةِ في ذلك عندَنا والتأويلِ ما قاله أبىُّ بنُ كعبٍ [وقرَأ به] (٦)، لقيامِ الحجةِ بالنقلِ المستفيضِ وراثةً (٧) بتصويبِ ذلك، وشذوذِ ما خالَفه مِن القراءةِ، وغيرُ جائزٍ الاعتراضُ بمن كان جائزًا عليه في نقلِه الخطأُ والسهوُ على مَن كان ذلك غيرَ جائزٍ عليه في نقلِه.

وإذ كان ذلك كذلك، فتأويلُ الآيةِ: قال اللهُ: يا إبراهيمُ، قد أجبتُ دعوتَك ورزَقتُ مؤمنى أهلِ هذا البلدِ مِن الثمراتِ وكفارَهم متاعًا لهم إلى بلوغِ آجالهِم، ثم


(١) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فصل".
(٢) وهى قراءة ابن عباس ومجاهد. البحر المحيط ١/ ٣٨٤.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٣٠ (١٢٢٤) من طريق أبي جعفر به.
(٤) سقط من: م، ت ٢.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٢٥٣ عن مجاهد.
(٦) في م: "وقراءته".
(٧) في م، ت ١: "دراية".