للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ﴾. يعني: سارةُ، وليس ذلك إقبالَ نُقْلَةٍ مِن موضعٍ إلى موضعٍ، ولا تَحوُّلٍ مِن مكانٍ إلى مكانٍ، وإنما هو كقولِ القائلِ: أَقبَل يَشْتُمُني. بمعنى: أَخَذ في شتْمِي. وقولُه: ﴿فِي صَرَّةٍ﴾. يعني: في صَيْحَةٍ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فِي صَرَّةٍ﴾. يقولُ: في صَيْحَةٍ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا﴾. يعني بالصَّرَّةِ الصَّيْحَةَ.

وحدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿فِي صَرَّةٍ﴾. قال: صَيْحَةٍ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ﴾. أي: أقبَلَت في رَنَّةٍ (٣).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في الإتقان ٢/ ٤٤ - من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٤ إلى ابن المنذر.
(٢) تفسير مجاهد ص ٦٢٠، ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣١٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٤ إلى سعيد بن منصور وابن المنذر مطولًا.
(٣) الرنة: الصيحة الحزينة. اللسان (ر ن ن).