للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفزاريُّ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. قال: الشمسَ والقمرَ (١).

وقال آخرون: بل (٢) عُنِي بالزوجين الذَّكرُ والأنثى.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. قال: ذكرًا (٣) وأنثى، ذاك الزوجان. وقرَأ: ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾ [الأنبياء: ٩٠]. قال: امرأتَه (٤).

وأولى القولين في ذلك بالصوابِ قولُ مجاهدٍ، وهو أن اللَّهَ خلَق لكلِّ ما خلَق مِن خَلْقِه ثانيًا له (٥) مخالِفًا في معناه، فكلُّ واحدٍ منهما زوجٌ للآخرِ، ولذلك قيل: ﴿خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. وإنما نبَّه جلَّ ثناؤُه بذلك مَن (٦) خلَقه على قُدرتِه على خَلْقِ ما يشاءُ خَلْقَه من شيءٍ، وأنه ليس كالأشياءِ التي شأنُها فعلُ نوعٍ واحدٍ دونَ خلافِه، إذ كلُّ ما صفتُه فعلُ نوعٍ واحدٍ دونَ ما عداه، كالنارِ التي شأنُها التَّسخينُ ولا تصلحُ للتبريدِ، وكالثلجِ الذي شأنُه التبريدُ ولا يصلحُ للتسخينِ - فلا


(١) ينظر التبيان ٩/ ٣٩٣.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) في الأصل، ت ١، ت ٢: "ذكر".
(٤) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ٣٩٣، والقرطبي في تفسيره ١٧/ ٥٣، وأبو حيان في البحر المحيط ٨/ ١٤٢.
(٥) ليس في: الأصل.
(٦) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قوله".