للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الجنةِ، وأولادُهم الصِّغارُ نلحِقُهم بهم (١).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وأَتْبَعْناهُمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ ألْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ). يقولُ: من أدرَك ذريَّتُه الإيمانَ، فعَمِلوا بطاعتِي، ألْحقتُهم بآبائِهم في الجنةِ، وأولادُهم الصِّغارُ أيضًا على ذلك (٢).

وقال آخرون نحوَ هذا القولِ، غيرَ أنهم جعَلوا الهاءَ والميمَ في قولِه: ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ﴾ مِن ذِكرِ الذرِّيةِ، والهاءَ والميمَ في قولِه: ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الثانيةِ من ذِكرِ "الذين". وقالوا: معنى الكلامِ: والذين آمنوا واتَّبعَتهم ذُرِّيَّتُهُمْ الصغارُ، وما ألَتْنا الكبارَ من عمَلِهم من شيءٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وأَتْبَعْنَاهم ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ ألْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ). قال: أدرَك أبناؤهم الأعمالَ التي عَمِلوا، فاتَّبَعوهم عليها، واتَّبَعتْهم ذرِّيَّاتُهم التي لم يُدرِكوا الأعمالَ، فقال اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: ﴿وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾. قال: يقولُ: لم نَظلِمْهم من عَمَلِهم من شيءٍ فنُنقِصَهم، فنُعْطيَه ذرِّيَّاتِهم الذين ألْحَقناهم بهم، الذين لم يبلُغوا الأعمالَ، ألحقتُهم بالذين قد بلَغوا الأعمالَ (٣).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: والذين آمنوا واتَّبعَتْهم ذرِّيتُهم بإيمانٍ أَلْحَقْنا بهم


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ٣٨٨، والقرطبي في تفسيره ١٧/ ٦٧، وابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٠٨.
(٢) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ٣٨٨، وأبو حيان في تفسيره ٨/ ١٤٨، وابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٠٨.
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ٦٧، وابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٠٨.