للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمدًا هذا القرآنَ جبريلُ .

وعُنِي بقولِه: ﴿شَدِيدُ الْقُوَى﴾: شديدُ الأسبابِ. والقُوى جمعُ قوَّةٍ، كما الجُثَى جمعُ جُثْوةٍ، والحُبَى جمعُ حُبْوةٍ. ومن العربِ مَن يقولُ: القِوَى (١). بكسرِ القافِ، كما تُجمَعُ الرِّشوةُ رِشًا، بكسرِ الراءِ، والحِبْوةُ حِبًا. وقد ذُكِر عن العربِ أنها تقولُ: رُشوةٌ. بضمِّ الراءِ، ورِشوةٌ. بكَسرِها. فيجِبُ أن يكونَ جمعُ مَن جمَع ذلك رِشًا بكسرِ الراءِ على لغةِ مَن قال في (٢) واحِدِها: رِشْوةٌ. [بكسرِ الراءِ] (٣). وأن يكونَ جَمْعُ مَنْ جَمَع ذلك بضمِّ الراءِ على (٤) لغةِ مَن ضمَّ الراءَ في واحدِها. فإن جمَع بالكسرِ مَن كان مِن لغتِه الضمُّ في الواحدةِ، أو بالضمِّ مَن كان مِن لغتِه الكسرُ فإِنَّما هو حَمْلُ إحدى اللغتين (٥) على الأُخْرَى.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ في قولِه: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾. يعني: جبريلُ (٦).

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا حكامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾. قال: جبْريلُ (٧).


(١) سقط من: الأصل.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) سقط من: م، ت ٢، ت ٣.
(٤) في الأصل، ص، م، ت ١، ت ٢: "من".
(٥) في الأصل: "المعنيين".
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٢٢ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٢٢ إلى المصنف وابن أبي حاتم.