للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا الربيعُ، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، عن سليمانَ بنِ بلالٍ، عن شَريكِ بنِ أبي نَمِرٍ، قال: سمِعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يُحدِّثُنا عن ليلةِ أُسْرِيَ (١) برسولِ اللَّهِ ، أنه عَرَج جبريلُ برسولِ اللَّهِ إلى السماءِ السابعةِ، ثم علا به فيما لا يعلمُه إِلَّا اللَّهُ، حتى جاء سِدْرةَ المُنتَهَى، ودنا الجبارُ ربُّ العِزَّةِ فتَدلَّى حتى كان منه قابَ قَوْسَين أو أدنى، فأوحَى اللَّهُ إليه ما شاء، فأوحَى اللَّهُ إليه فيما أَوْحَى خَمسين صلاةً على أمَّتِه كلَّ يومٍ وليلةٍ. ثم ذكَر الحديثَ (٢).

وقولُه: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾. يقولُ: فكان جبريلُ من محمدٍ على قدرٍ قَوْسَين أو أَدْنَى من ذلك. يعني: أو أقْرَبَ منه. يُقالُ فيه (٣): هو منه قابَ قَوْسَين، وقِيبَ قَوْسَين، وقِيدَ قَوْسَين، وقاد قَوْسَين، وقِدَى قَوْسَين. كلُّ ذلك بمعنى: قدرَ قَوْسَين.

وقيل: إن معنى قولِه: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ﴾: أنه كان منه حيثُ الوَتَرُ مِن القوسِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ﴾. قال: حيثُ الوَتَرُ مِن القَوْسِ (٤).


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "المسرى".
(٢) تقدم تخريجه في ١٤/ ٤٢٠.
(٣) سقط من: م.
(٤) تفسير مجاهد ص ٦٢٥، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (٩٢٧)، وعزاه السيوطي في =