للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدٍ خَلا من أمَّتِك على سُنَّتِك. فإذا هي شجرةٌ يَخرُجُ من أصلِها أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيرْ طَعمُه، وأنهارٌ مِن خَمْرٍ لذَّةٍ للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مُصَفًّى، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلِّها سبعين عامًا لا يقْطَعُها، والورقةُ منها مُغَطِّيةٌ (١) الأمةَ كلَّها (٢).

وحدَّثنا ابنُ حمَيدٍ، قال: ثنا مِهرانُ، عن سفيانَ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ الحضرميِّ، عن الحسنِ العُرَنيِّ، أُراه عن هُزيلِ (٣) بنِ شُرحبيلَ، عن ابنِ مسعودٍ: ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾. قال: من صُبْرِ (٤) الجنةِ عليها، أو عليه، فضولُ السُّندسِ والإستبرقِ، أو جُعِلَ عليها فضولٌ (٥).

وحدَّثنا به ابنُ حُميدٍ مرَّةً أُخرى، عن مِهرانَ، فقال: عن الحسنِ العُرنيِّ، عن الهُزيلِ، عن ابنِ مسعودٍ - ولم يَشُكَّ فيه - وزاد في الحديثِ: فقال: صُبْرُ الجنَةِ يعني وسطَها. وقال أيضًا: عليها فضولُ السُّندسِ والإستبرقِ.

وحدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن الحسنِ العُرَنيِّ، عن الهُزَيلِ بنِ شُرحبيلَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ في قولِه: ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾. قال: صُبْرُ الجنةِ عليها السندسُ والإستبرقُ.

وحدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا يونسُ بنُ بُكيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "تغطية"، وفي م: "تغطى".
(٢) تقدم تخريجه في ١٤/ ٤٣٦.
(٣) في م: "هذيل"، وفي ت ٣: "الهذيل". وينظر الإكمال ٧/ ٤٠٧، وتهذيب الكمال ٣٠/ ١٧٢.
(٤) في الأصل: "صبرة"، وفي ت ٢: "عبر الحسنة"، وفي ت ٣: "خبر"، وصُبْر الجنة: أي أعلى نواحيها، وصُبْر كل شيء أعلاه. النهاية ٣/ ٩.
(٥) أخرجه الفريابي - كما في الدر المنثور ٦/ ١٢٥ - ومن طريقه الطبراني (٩٠٥٦)، وابن أبي شيبة ١٣/ ٩٧ من طريق سفيان به.