للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واليعافيرُ الظباءُ، والعِيسُ الإبلُ، وليسا مِن الناسِ، فكأنه قال: ليس به أنيسٌ، غيرَ أنَّ به ظِباءً وإبِلًا. وقال بعضُهم: اليَعْفُورُ من الظباءِ الأحمرُ، والأعيسُ الأبيضُ.

وقال بنحوِ هذا القولِ جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأعمشِ، عن أبي الضُّحى، أنَّ ابنَ مسعودٍ قال: زنى العينين النظرُ، وزنى الشَّفَتَيْن التَّقْبِيلُ، وزنى اليدين البطْشُ، وزنى الرِّجلَين المشيُ، ويُصدِّقُ ذلك الفرجُ أو يُكذِّبُه، فإن تقدَّم بفرجِه كان زانيًا، وإلا فهو اللَّمَمُ (١).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، قال: وأخبَرنا ابنُ طاوسٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قال: ما رأيتُ شيئًا أشبَهَ باللَّمَمِ مما قال أبو هريرةَ عن النبيِّ : "إنّ اللَّهَ كتَب على ابنِ آدمَ حظَّه من الزِّنى أَدْرَكه ذلك لا محالةَ؛ فزنى العَيْنَينِ النظرُ، وزنى اللسانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَتَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصدِّقُ ذلك أو يُكذِّبُه" (٢).

حدَّثني أبو السائبِ، قال: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ في قولِه: ﴿إِلَّا اللَّمَمَ﴾. قال: إن تقدَّم كان زنًى، وإن تأخَّر كان لَمَمًا (٣).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، قال: ثنا منصورُ بنُ


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٣٥ عن المصنف، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٥٥ - ومن طريقه الحاكم ٢/ ٤٧٠، والبيهقي في الشعب (٧٠٦٠) - عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٢٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه أبو داود (٢١٥٢) من طريق محمد بن ثور به. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٥٣ - ومن طريقه أحمد ٣/ ١٥٢، ١٥٣ (٧٧١٩)، والبخاري (٦٦١٢)، ومسلم (٢٦٥٧)، والنسائي في الكبرى (١١٥٤٤)، وابن حبان (٤٤٢٠)، والبيهقي ٧/ ٨٩، ١٠/ ١٨٦، وفي الشعب (٥٤٢٧) - عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٢٧ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٣٥.