للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجاهدٍ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾. قال: انْفَلَق القمرُ فِلْقَتين، فَثَبَتَتْ فِلْقَةٌ، وذهَبَت (١) فِلْقَةٌ مِن وراءِ الجبلِ، فقال النبيُّ : "اشْهَدُوا".

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن أبي سِنانٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: انشَقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ اللَّهِ ، فصار فِرْقتين، فقال النبيُّ لأبي بكرٍ: "اشْهَدْ يا أبا بكرٍ". فقال المشركون: سحَرَ القمرَ حتى انْشَقَّ (٢).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن أبي سِنانٍ، قال: قدِم رجلٌ المدائنَ، فقام فقال: إن اللَّهَ يقولُ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾. وإن القمرَ قد انْشَقَّ، وقد آذَنَت الدنيا بفِراقٍ، اليومَ المضْمارُ، وغدًا السباقُ، والسابقُ مَن سبَق إلى الجنةِ، والغايةُ النارُ.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾: يُحْدِثُ اللَّهُ في خلقِه ما يَشَاءُ.

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، عن أنسٍ، قال: سأَل أهلُ مكةَ النبيَّ آيةً، فانْشَقَّ القمرُ بمكةَ مرتين، فقال: " ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ " (٣).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾: قد مَضَى، كان انْشَقَّ


(١) في الأصل: "رست".
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٥٠ عن ليث به.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٥٧، وأحمد ٢٠/ ١١٨ (١٢٦٨٨)، وعبد بن حميد - كما في الدر المنثور ٦/ ١٣٢ - وعنه الترمذي (٣٢٨٦)، ومسلم (٤٦/ ٢٨٠٢)، والنسائي في الكبرى (١١٥٥٤)، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٢٦٣، من طريق معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن المنذر وابن مردويه.