للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾. أي: بأهلِ الخيرِ الخيرُ، وبأهلِ الشرِّ الشرُّ (١).

وقولُه ﷿: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ولقد جاء هؤلاء المشركين من قريش الذين كذَّبوا بآياتِ اللَّهِ واتَّبعوا أهواءَهم، مِن الأخبارِ عن الأممِ السالفةِ الذين كانوا من تكذيبِ رسلِ اللَّهِ على مثلِ الذي هم عليه، فأحَلَّ اللَّهُ بهم من عقوباتِه ما قصَّ في هذا القرآنِ - ما فيه لهم ﴿مُزْدَجَرٌ﴾. يعني: ما يَرْدَعُهُم ويَرُدُّهم (٢) عما عليه مُقيمون مِن التكذيبِ بآياتِ اللَّهِ. وهو "مُفْتَعَلٌ" مِن الزَّجْرِ.

وبنحوِ الذي قلنا في معنى ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿مُزْدَجَرٌ﴾. قال: مُنْتَهًى (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾. أي: هذا القرآنُ.

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾. قال: المُزْدَجَرُ المُنْتَهَى.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٤ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يزجرهم".
(٣) في الأصل: "منتهاها"، وفي ص: "مساها"، وفي ت ١: "نياها"، وفي ت ٢، ت ٣: "متناهيا". والأثر في تفسير مجاهد ص ٦٣٤ بلفظ: "يعني موعظة يعني منتهى"، ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٢٧ - بلفظ "متناه"، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٤ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.