للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: في يومِ شرٍّ وشُؤْمٍ لهم.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، قال: النَّحْسُ الشؤمُ (١).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾. قال: النحسُ الشرُّ، ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾: في يومِ شرٍّ.

وقد تأَوَّل ذلك آخرون بمعنى: شديدٍ. ومَن تأَوَّل ذلك كذلك، فإنه يَجْعَلُه مِن صفةِ اليومِ، ومَن جعَله مِن صفةِ اليومِ، فإنه يَنْبَغي أن يكونَ قراءتُه بتنوينِ اليومِ، وكسرِ الحاءِ مِن النَّحسِ، فيكونُ (في يومٍ نَحِسٍ). كما قال جلَّ ثناؤُه: ﴿فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ﴾ [فصلت: ١٦]. ولا أَعْلَمُ أحدًا قرَأ ذلك كذلك في هذا الموضعِ، غيرَ أن الروايةَ التي ذُكِرَت في تأويلِ ذلك عمن ذُكِرَت عنه، على ما وصَفْنا، تَدُلُّ على أن ذلك كان قراءتَه (٢).

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾. قال: أيامٍ شِدادٍ (٣).


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٥٨ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٥ إلى عبد بن حميد.
(٢) وهي قراءة الحسن. مختصر الشواذ لابن خالويه ص ١٤٨، والبحر المحيط ٨/ ١٧٩.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٥ إلى المصنف.