للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرضِ (١).

وقال (٢): ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾. ومعنى الكلامِ: فتَرَكتْهم (٣) كأنهم أعجازُ نخلٍ مُنْقَعِرٍ. فترَك ذكرَ "فترَكتْهم"، استغناءً بدَلالةِ الكلامِ عليه.

وقيل: إنما شبَّههم بأعجازِ نخلٍ مُنْقَعِرٍ لأن رءوسَهم كانت تَبِينُ من أجسادِهم (٤)، فتَذْهَبُ لذلك رقابُهم، مِن (٥) أجسادِهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ عرفةَ، قال: ثنا خلفُ بنُ خَليفةَ، عن هلالِ بنِ خَبَّابٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾. قال: سقَطَت رءوسُهم كأمثالِ الأخْبِيةِ (٦)، و [تفَرَّدَت، أو تفرَّقَت] (٧) أعناقُهم - قال أبو جعفرٍ: أَنا أَشُكُّ - فشبَّهها بأعجازِ نخلٍ منقعرٍ (٨).

حدَّثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾. قال:


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٦ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٢) في الأصل: "وقوله"، وفي ت ٢: "قال".
(٣) في ص، ت ١: "فتتركهم"، وفي م: "فيتركهم"، وفي ت ٢: "نتركهم"، وفي ت ٣: "فنتركهم".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أجسامهم".
(٥) في ص، م، ت ١: "وتبقى"، وفي ت ٢، ت ٣: "وتبلى".
(٦) الأخبية جمع خباء، والخباء من الأبنية ما كان من وبر أو صوف ولا يكون من شعر، وهو على عمودين أو ثلاثة. اللسان (خ ب ى).
(٧) في الأصل: "تفردت أو تعددت".
(٨) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٦ إلى المصنف وسعيد بن منصور وابن المنذر.