للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾: والإِنسانُ: آدمُ (١).

حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾. قال: الإنسانُ: آدمُ.

وقال آخرون: بل عُنِي به الناسُ جميعًا، وإنما وُحِّد في اللفظِ لأدائِه عن جنسِه، كما قيل: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: ٢]. والقولان كلاهما غيرُ بعيدٍ من الصوابِ؛ لاحتمالِ ظاهرِ الكلامِ إيَّاهما.

وقولُه: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾. يقولُ تعالى ذِكرُه: علَّم الإنسانَ البيانَ (٢).

ثم اختَلَف أهلُ التأويلِ في المعنيِّ بالبيانِ في هذا الموضعِ؛ فقال بعضُهم: عُنِي به بيانُ الحلالِ والحرامِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾: علَّمَه اللَّهُ بيانَ الدُّنيا والآخرةِ، بيَّن حلالَه وحرامَه؛ ليحتجَّ بذلك على خَلْقِه (١).

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مِهرانُ، عن سفيانَ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾: الدُّنيا والآخرةِ؛ ليحتجَّ بذلك عليه.

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ مَرْوانَ، قال: ثنا أبو العوَّامِ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾. قال: بيَّن له الخيرَ والشرَّ، وما يأتي وما يدَعُ (٣).


(١) جزء من الأثر المتقدم.
(٢) في ت ٢، ت ٣: "البين".
(٣) ذكره ابنُ كثير في تفسيره ٧/ ٤٦٤.