للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَلْتَقِيَانِ﴾. قال: بحرُ فارسَ وبحرُ الرومِ (١).

وأولى الأقوالِ في ذلك عندي بالصوابِ قولُ مَن قال: عُنِي به بحرُ السماءِ وبحرُ الأرضِ. وذلك أن اللَّهَ جل ثناؤُه قال: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ واللؤلؤُ والمَرجانُ إنما يخرجُ من أصدافِ بحرِ الأرضِ عن قَطْرِ ماءِ السماءِ، فمعلومٌ أن ذلك بحرُ الأرضِ وبحرُ السماءِ.

وقولُه: ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: بينهما حاجزٌ وبُعْدٌ، لا يُفسِدُ أحدُهما صاحبَه، فيَبغِي بذلك علَيه. وكلُّ شيءٍ كان بين شيئين فهو بَرْزخٌ عندَ العربِ، وما بينَ الدنيا والآخرةِ بَرْزَخٌ.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

[ذكرُ مَن قال ذلك]

حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا يعقوبُ، قال: ثنا جعفرٌ، عن ابنِ أَبْزَى: ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾. [يقولُ: بينهما بُعدٌ، ﴿لَا يَبْغِيَانِ﴾] (٢)؛ لا يَبغِي أحدُهما على صاحبِه.

وقال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا فِطْرٌ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾. قال: بينهما حاجزٌ من اللَّهِ، لا يَبغِي أحدُهما على الآخرِ (٣).

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٦٣ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٢ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.