للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. قال: من أطرافِها. وقولُه: ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا﴾ [الأحزاب: ١٤]. يقولُ: من أطرافِها.

وأما قولُه: ﴿إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾. فإن أهلَ التأويلِ اختلَفوا في معناه؛ فقال بعضُهم: معناه: إلا ببينةٍ. وقد ذكَرْنا ذلك قبلُ.

وقال آخرون: معناه: إلا بحجةٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن رجلٍ، عن عكرمةَ ﴿لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾. قال: كلُّ شيءٍ في القرآنِ "سلطانٌ" فهو حجةٌ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدثَّني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿بِسُلْطَانٍ﴾. قال: بحُجةٍ (٢).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إلا بمِلْكٍ وليس لكم مِلكٌ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ مروانَ، قال: ثنا أبو العوامِ، عن قتادةَ: ﴿فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾. قال: لا تَنْفُذُون إلا بملِكٍ وليس لكم مِلكٌ (٣).


(١) تقدم تخريجه في ٧/ ٦١٩.
(٢) تفسير مجاهد ص ٦٣٨.
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ١٧٠.