للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قلتُ لأبي العاليةِ: امرأةٌ طامثٌ. قال: ما طامثٌ؟ فقال رجلٌ: حائضٌ. فقال أبو العاليةِ: حائضٌ (١)؟! أليس يقولُ اللَّهُ ﷿: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾؟

فإن قال قائلٌ: وهل يُجامِعُ النساءَ الجنُّ فيقالَ: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾؟

فإن مجاهدًا رُوِي عنه ما حدَّثني به محمدُ بنُ عمارةَ الأسديُّ، قال: ثنا سهلُ بنُ عامرٍ، قال: ثنا يحيى بنُ يَعْلَى الأسلميُّ، عن عثمانَ بنِ الأسودِ، عن مجاهدٍ، قال: إذا جامَع الرجلُ ولم يُسَمِّ، انطوَى الجانُّ على إحليله فجامَع معه، فذلك قولُه: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ (٢).

وكان بعضُ أهلِ العلمِ يَنْتَزِعُ بهذه الآيةِ في أن الجنَّ يَدْخُلون (٣) الجنةَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني أبو حُمَيدٍ أحمدُ بنُ المغيرةِ الحمصيُّ، قال: ثنى أبو حيوةَ شريحُ بنُ يزيدَ الحضرميُّ، قال: ثنى أرطاةُ بنُ المنذرِ، قال: سألتُ ضَمْرةَ (٤) بنَ حبيبٍ: هل للجنِّ من ثوابٍ؟ قال: نعم. ثم نزَع بهذه الآيةِ: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾. فالإنسياتُ (٥) للإنسِ، والجنِّياتُ للجنِّ (٦).


(١) سقط من: الأصل، ت ٣.
(٢) ذكره ابن القيم في حادي الأرواح ص ١٧٠، والحافظ في الفتح ٩/ ٢٢٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٨ إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول.
(٣) بعده في ت ١: "قبلهم".
(٤) في ت ٢، ت ٣: "حمزة".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فالإنسان".
(٦) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (١١٦٢) من طريق أرطاة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٨ إلى ابن المنذر.