للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي أنعَم عليكم معشرَ الثَّقلينِ؛ من إثابتِه أهلَ طاعتِه منكم بما وصَف في هذه الآياتِ - تُكَذِّبان؟

وقولُه: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: هل ثوابُ خوفِ مقامِ اللَّهِ لمن خافه، فأحسَن في الدنيا عملَه وأطَاع ربَّه، إلا أن يُحْسِنَ إليه في الآخرةِ ربُّه؛ بأن يُجازِيَه على إحسانِه ذلك في الدنيا ما وصَف في هذه الآياتِ من قولِه: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٤٦]. إلى قولِه: ﴿كَأَنهنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ، وإن اختلَفت ألفاظُهم بالعبارةِ عنه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ مَرْوانَ، قال: ثنا أبو العوَّامِ، عن قتادةَ: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾. قال: عمِلوا خيرًا فجُوزوا (١) خيرًا (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو (٣)، قال: ثنا عبيدةُ بنُ بكارٍ الأزديُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ جابرٍ، قال: سمِعتُ محمدَ بنَ المنكدرِ يقولُ في قولِ اللَّهِ جلَّ ثناؤُه: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾. قال: هل جزاءُ مَن أنعمتُ عليه بالإسلامِ إلا الجنةُ (٤).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾. قال: ألا تراه ذكَرهم وذكَر منازلَهم وأزواجَهم والأنهارَ التي أعدَّها لهم، ثم قال: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا


(١) في ت ٢، ت ٣: "فجزوا".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤٩ إلى المصنف.
(٣) بعده في الأصل: "بن علي".
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (١٤٨) من طريق محمد بن عمرو به.