للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني عبيدُ بنُ إسماعيلَ الهَبَّاريُّ، قال: ثنا عثَّامُ بنُ عليٍّ، عن إسماعيلَ، عن أبي صالحٍ في قولِه: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾. قال: عذارَى الجنةِ (١).

حدَّثنا أبو كُرَيبٍ وأبو هشامٍ، قالا: ثنا عثَّامُ (٢) بنُ عليٍّ، عن إسماعيلَ، عن أبي صالحٍ مثلَه.

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿مَقْصُورَاتٌ﴾: المحبوساتُ في الخيامِ لَا يَخْرُجْنَ منها (٣).

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾. قال: محبوساتٌ، ليس بطوَّافاتٍ في الطرقِ (٤).

والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا أن يُقالَ: إن اللَّهَ وصَفهن بأنهن حورٌ مقصوراتٌ في الخيامِ. والقَصْرُ هو الحبسُ، ولم يَخصُصِ اللَّهُ وصفَهن بأنهنَّ محبوساتٌ على معنًى من المعنيين اللذين ذكَرْنا دونَ الآخرِ، بل عمَّ وصفَهن بذلك. والصوابُ أن يُعَمَّ الخبرُ عنهن بأنهن مقصوراتٌ في الخيامِ على أزواجِهن، فلا يُرِدْنَ غيرَهم، كما عمَّ ذلك جلَّ ثناؤُه.

وقولُه: ﴿فِي الْخِيَامِ﴾. يعني بالخيامِ البيوتَ. وقد تُسَمِّي العربُ هوادجَ النساءِ خيامًا، ومنه قولُ لبيدٍ (٥):

شاقَتك ظُعْنُ الحيِّ يومَ تَحمَّلوا … فتكنَّسوا قُطُنَّا تَصِرُّ خِيَامُها

وأما في هذه الآيةِ فإنه عُنِي بها البيوتُ.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٣٤، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٣١٩) من طريق عثام به، كما أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٣٣ من طريق إسماعيل به.
(٢) في الأصل: "عثمان".
(٣) أخرجه هناد في الزهد (١٥)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٣٣٠) من طريق جويبر عن الضحاك.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥١ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٥) شرح ديوانه ص ٣٠٠.