للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبَرني عمارةُ، عن أبي مجلَزٍ أن رسولَ اللَّهِ قال في قولِ اللَّهِ ﷿: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾. قال: "دُرٍّ مُجوَّفٍ" (١).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ: كان ابنُ (٢) مسعودٍ يُحدِّثُ عن نبيِّ اللَّهِ أنه قال: "هي الدرُّ المجوَّفُ". يعني الخيامَ، في قولِه: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ (٣).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿فِي الْخِيَامِ﴾. قال: خيامِ اللؤلؤِ (٤).

وقولُه: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. يقولُ: فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما التي أنعَم عليكما؛ من إكرامِه مُحْسِنَكم هذه الكرامةَ - تُكَذِّبان؟

وقولُه: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: لم يَمَسَّهن إنسٌ قبلَهم بنكاحٍ فيُدمِيَهُن، ولا جانٌّ.

وقرأَت قرأةُ الأمصارِ: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ بكسرِ الميمِ في هذا الموضعِ وفي الذي قبلَه. وكان الكسائيُّ يَكْسِرُ إحداهما ويَضُمُّ الأخرى (٥).

والصوابُ من القراءةِ في ذلك ما عليه قرأةُ الأمصارِ؛ لأنها اللغةُ الفصيحةُ والكلامُ المشهورُ من كلامِ العربِ.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٣/ ١٣٤ من طريق شعبة به، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٢٤٨ - زيادات نعيم) عن سعيد، عن عمارة دون ذكر أبي مجلز.
(٢) سقط من: الأصل.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥١ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه هناد في الزهد (١٦)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٣٢٩)، والبيهقي في البعث والنشور (٣٨٨) من طريق منصور به.
(٥) ينظر تفصيل ذلك في النشر ٢/ ٢٨٥، ٢٨٦.