للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعَبَاقِرِيَّ حِسانٍ) بالألفِ أيضًا وبغيرِ إجراءٍ (١). وأما "الرفارفُ" في هذه القراءةِ، فإنها قد تَحْتَمِلُ وجهَ الصوابِ. وأما "العباقريُّ"، فإنه لا وجهَ له في الصوابِ عندَ أهلِ العربيةِ؛ لأن ألفَ الجماعِ لا يكونُ بعدَها أربعةُ أحرفٍ، ولا ثلاثةٌ صِحاحٌ.

وأما القراءةُ الأولى التي ذُكِرت عن النبيِّ ، فلو كانت صحيحةً لوجَب أن تكونَ الكلِمتان غير مُجْراتين.

وقولُه: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فبأيِّ نِعَمِ رَبِّكما التي أنعَم عليكم؛ من إكرامِه أهلَ الطاعةِ منكم هذه الكرامةَ - تُكذِّبان؟

وقولُه: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: تبارَك ذكرُ ربِّك يا محمدُ، ﴿ذِي الْجَلَالِ﴾. يعني: ذى العظمةِ، ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾. يعني: ومَن له الإكرامُ من جميعِ خلقِه.

كما حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾. يقولُ: ذو العظمةِ والكبرياءِ (٢).

آخرُ تفسيرِ سورةِ "الرحمنِ" ﷿


= ثم قال: أو هو بقافين. وينظر تهذيب اللغة ٩/ ٤١٨.
(١) ينظر المحتسب ٢/ ٣٠٥، والبحر المحيط ٨/ ١٩٩.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في الإتقان ٢/ ٤٦ - من طريق أبي صالح به.