للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاءِ السابِقين الذين قرَّبهم اللَّهُ في جناتِ النعيمِ - [وِلْدانٌ مخلَّدون ثم (١) اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿مُخَلَّدُونَ﴾؛ فقال بعضُهم: عنى بذلك: أنهم] (٢) وِلْدانٌ على سنٍّ واحدةٍ، لا يَتَغَيَّرون ولا يَمُوتون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿مُخَلَّدُونَ﴾. قال: لا يَمُوتون (٣).

وقال آخرون: عُنِي بذلك أنهم مُقَرَّطون مُسَوَّرون.

والذي هو أولى بالصوابِ في ذلك قولُ مَن قال: معناه: إنهم لا يَتَغَيَّرون ولا يَمُوتون. لأن ذلك أظهرُ معنيَيْهِ، والعربُ تقولُ للرجلِ إذا كبِر ولم يَشْمَطْ: إنه لمخلَّدٌ. وإنما هو مُفَعَّلٌ من الخُلْدِ.

وقولُه: ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ﴾. والأكوابُ جمعُ كوبٍ، وهو من الأباريقِ ما اتَّسَع رأسُه، ولم يَكُنْ له خرطومٌ.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "و".
(٢) سقط من: م.
(٣) تفسير مجاهد ص ٦٤١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٥ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.