للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحُورَ العينَ اللاتي ذكَرهن قبلُ، فقال: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾، ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾. وقال الأخفشُ: أضمَر "هنَّ" ولم يَذْكُرْ "هنَّ" قبلَ ذلك.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾. قال: خلَقناهن (١) خَلقًا (٢).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا معاويةُ بنُ هشامٍ، عن شيبانَ، عن جابرٍ الجُعْفِيِّ، عن يزيدَ بنِ مرةَ، عن سلمةَ بنِ يزيدُ، عن رسولِ اللَّهِ في هذه الآيةِ: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾. قال: من الثُّيَّبِ والأبكارِ (٣).

وقولُه: ﴿فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾. يقولُ: فصيَّرناهن أبكارًا عذارَى، بعدَ إذ كنَّ (٤).

كما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن موسى بنِ عبيدةَ، عن يزيدَ بنِ أبانٍ الرقاشيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ : ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾. قال: "عجائزَ كنَّ في الدنيا عُمْشًا رُمْصًا" (٥).


(١) في الأصل: "خلقهن".
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٧١ عن معمر به.
(٣) أخرجه الطيالسي (١٤٠٣)، وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٨/ ٩ - وابن قانع في معجم الصحابة ١/ ٢٧٤، والطبراني (٦٣٢٢)، وتفسير مجاهد ص ٦٢٢، والبيهقي في البعث والنشور (٣٨١) من طريق شيبان به، وأخرجه الطبراني (٦٣٢١)، وابن الأثير في أسد الغابة ٢/ ٤٣٦ من طريق جابر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور كما في المخطوطة المحمودية ص ٤٠٤ إلى ابن مردويه.
(٤) لعل المعنى: بعد إذ خلقن، أو لعله حذف خبر كان اعتمادًا على ما سيأتي، أي: بعد إذ كن عجائز.
(٥) أخرجه هناد في الزهد (٢١)، والترمذي (٣٢٩٦)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٢٨٧)، والبيهقي =