للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولِه: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾. قال: يعني: غيرَ مُحاسَبين (١).

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا سليمانُ، قال: ثنا أبو هلالٍ، عن قتادةَ: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾. قال: غيرَ مَبْعُوثين، وغيرَ مُحاسَبين.

وقال آخرون: معناه: غير مَبْعوثين.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا هَوْذَةُ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾: غيرَ مَبْعوثين يومَ القيامةِ، تَرْجِعونها إن كنتم صادقين (٢).

وقال آخرون: بل معناه: غيرَ مَجْزِيِّين بأعمالِكم.

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ مَن قال: غير مُحاسَبين فمَجْزِيِّين بأعمالِكم، مِن قولِهم: كما تَدِينُ تُدانُ. ومن قولِ اللَّهِ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.

وقولُه: ﴿تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: تَرُدُّون تلك النفوسَ مِن بعدِ مَصيرِها إلى الحَلاقيمِ، إلى مستقرِّها من الأجسادِ إن كنتم صادقين، إن كنتم تَمْتَنِعون مِن الموتِ والحسابِ والمُجازاةِ، وجوابُ قولِه: ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾، وجوابُ قولِه: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ - جوابٌ واحدٌ، وهو قولُه: ﴿تَرْجِعُونَهَا﴾. وذلك نحوَ قولِه: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٣٨]. جعَل جوابَ الجزاءين جوابًا واحدًا.

وبنحوِ الذي قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿تَرْجِعُونَهَا﴾. قال أهلُ التأويلِ.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٦ إلى عبد بن حميد.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٦ إلى المصنف وعبد بن حميد.