للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾: الرَّوحُ المغفرةُ والرحمةُ، والريحانُ الاستراحةُ (١).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبيه، عن منذرٍ الثوريِّ، عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾. قال: هذا عندَ الموتِ، ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾. قال: يُجاءُ له من الجنةِ (٢).

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا أبو عامرٍ، قال: ثنا قرةُ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾، قال: ذلك في الآخرةِ. فقال له بعضُ القومِ، قال: أمَا واللَّهِ إنهم لَيَرَوْن عندَ الموتِ (٣).

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا حمادٌ، قال: ثنا قُرةُ، عن الحسنِ بمثلِه.

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ عندي قولُ مَن قال: عُنِي بالرَّوحِ الفرحُ والرحمةُ والمغفرةُ. وأصلُه من قولِهم: وجَدْتُ رَوْحًا. إذا وجَد نسيمًا [رَوْحًا يَسترِيحُ] (٤) إليه من كربِ الحرِّ. وأما الريحانُ؛ فإنه عندي الريحانُ الذي يُتَلَقَّى به عندَ الموتِ، كما قال أبو العاليةِ والحسنُ، ومَن قال في ذلك نحوَ قولِهما؛ لأن ذلك الأغلبُ والأظهرُ مِن مَعانيه.

وقولُه: ﴿وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾. يقولُ: وله مع ذلك بُستانُ نَعيمٍ يَتَنَعَّمُ فيه.

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: ﴿وَجَنَّتُ


(١) ينظر الدر المنثور ٦/ ١٦٦.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٤٠١ من طريق منذر الثوري به بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٦. إلى أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٦ إلى المصنف وعبد بن حميد وأبي القاسم بن منده في كتاب السؤال.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يستروح".