للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا الحسينُ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ الآية. ذُكِر لنا أنَّ شدَّادَ بنَ أَوْسٍ كَان يَرْوِي عن رسولِ اللَّهِ ، قال: "إِنَّ أوَّلَ ما يُرْفَعُ مِن الناسِ الخُشُوعُ" (٢).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، قال: كان شدَّادُ بنُ أَوْسٍ يقولُ: أَوَّلُ ما يُرْفَعُ مِن الناسِ الخُشُوعُ (٣).

واختلَفتِ القرأةُ في قراءةِ قولِه: ﴿وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾؛ فقرأَتْه عامةُ القرأةِ غيرَ شيبةَ ونافعٍ بالتشديدِ: (نزَّل)، وقرَأه شيبةُ ونافعٌ: ﴿وَمَا نَزَلَ﴾ بالتخفيفِ (٤)، وبأيِّ القراءتين قرَأ القارئُ فمصيبٌ؛ لتقاربِ معنَيَيْهما.

وقولُه: ﴿وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ألم يأنِ لهم أن ﴿وَلَا يَكُونُوا﴾ يعني: الذين آمنوا مِن أمةِ محمدٍ ﴿كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ﴾. يعني: مِن بني إسرائيلَ، ويَعني بالكتابِ الذي أُوتُوه مِن قبلِهم التوراةَ والإنجيلَ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٧٥ إلى عبد بن حميد بلفظ: ألم يحن للذين آمنوا. وفي مخطوطة مكتبة المحمودية ص ٤٠٨: ألم يتبين للذين آمنوا.
(٢) أخرجه الطبراني (٧١٨٣) من طريق قتادة عن الحسن عن شداد، وأخرجه ابن عدي في الكامل ٢/ ٨٤٠، وأبو الشيخ في طبقات أصبهان ٣/ ١٦٤، ١٦٥ بإسنادهما عن الحسن عن شداد، وعزاه في الدر المنثور ٦/ ١٧٥ إلى عبد بن حميد.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٦/ ٢٧٥ عن معمر به، وأخرجه أحمد ٦/ ٢٦، ٢٧ (مبمنية)، وابن حبان (٤٥٧٢، ٦٧٢٠)، وابن عبد البر في الاستيعاب ٢/ ٥٣٤ من طريق جبير بن نفير عن شداد بن أوس بنحوه مطولًا.
(٤) قرأ بالتخفيف من السبعة نافع، وحفص عن عاصم. ينظر السبعة ص ٦٢٦، والتيسير ص ١٦٩.