للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَسْتَحِلَّ له أمورَ أمرٍ إلا بشرطٍ، لم يَقُلْ: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ﴾. ويتركَ، حتى قال: ﴿فِي مَعْرُوفٍ﴾. فكيف يَنْبَغِي لأحدٍ أن يُطاعَ في غيرِ معروفٍ، وقد اشْتَرط اللَّهُ هذا على نبيِّه؟ قال: فالمعروفُ كلُّ معروفٍ أمَرهن به في الأمورِ كلِّها، ويَنْبَغي لهن ألا يَعْصِينَ (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ سِنانٍ القَزَّازُ، [ثنا إسحاقُ بنُ إدريسَ، ثنا إسحاقُ بنُ عثمانَ أبو (٢) يعقوبَ] (٣)، قال: ثنى إسماعيلُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عطيةَ، عن جَدَّتِه أمِّ عطيةَ، قالت: لما قدِم رسولُ اللَّهِ المدينةَ، جمَع بينَ نساءِ الأنصارِ في بيتٍ، ثم أرْسَل إلينا عمرَ بنَ الخطابِ، فقام على البابِ فسلَّم علينا، فردَدْنَ، أو: فردَدْنا عليه، ثم قال: أنا رسولُ رسولِ اللَّهِ إليكن. قالت: فقلنا: مرحبًا برسولِ اللَّهِ ، وبرسولِ رسولِ اللَّهِ. فقال: تُبايِعْنَ على ألا تُشْرِكْنَ باللَّهِ شيئًا، ولا تَسْرِقْنَ، ولا تَزْنِينَ؟ قالت: قلنا: نعم. قال: فمدَّ يدَه مِن خارجِ البابِ أو البيتِ، ومدَدْنا أيديَنا مِن داخلِ البيتِ، ثم قال: اللهمَّ اشْهَدْ. قالت: وأَمَرَنا في العيدين أن نُخْرِجَ فيه الحُيَّضَ والعَواتِقَ، ولا جمعةَ علينا، ونهانا عن اتِّباعِ الجنازةِ. قال إسماعيلُ: فسأَلْتُ جدتي عن قولِ اللَّهِ: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾. قالت: النياحةُ (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ البَرْقيُّ، قال: ثنا عمرُو بنُ أبي سلمةَ، عن زهيرٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾. قال: لا يَخْلُو الرجلُ بامرأةٍ.

وقولُه: ﴿فَبَايِعْهُنَّ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: إذا جاءك المؤمناتُ يُبايِعْنك على


(١) ينظر تفسير ابن كثير ٨/ ١٢٧.
(٢) في م: "بن". وينظر تهذيب الكمال ٢/ ٤٥٩.
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) أخرجه ابن سعد ٨/ ٧، وابن أبي شيبة ٣/ ٣٩٠، وأحمد ٦/ ٤٠٨ (الميمنية)، وأبو داود (١١٣٩)، والبزار (٢٥٢)، وأبو يعلى (٢٢٦)، وابن حبان (٣٠٤١)، والبيهقي ٣/ ١٨٤، وفي الشعب (٩٣١٧) وغيرهم من طريق إسحاق بن عثمان أبي يعقوب به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٠٩ إلى عبد بن حميد وابن مردويه.