للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً﴾. قال: يَجْتَنُّون بها. قال: ذلك بأنهم آمَنوا، ثم كفَروا (١).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ الضحاكُ يقولُ في قولِه: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً﴾. يقولُ: حَلِفَهم باللَّهِ إنهم لمنكم، جُنَّةً (٢).

وقولُه: ﴿جُنَّةً﴾. أي: سُتْرةً يَسْتَتِرون بها، كما يَسْتَتِرُ المُسْتَجِنُّ بِجُنَّتِه في حربٍ وقتالٍ، فيَمْنَعون بها أنفسَهم وذَراريَّهم وأموالَهم، ويَدْفَعون بها عنهم.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿جُنَّةً﴾: ليَعْصِموا بها دماءَهم وأموالَهم (٣).

وقولُه: ﴿فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾. يقولُ: فأَعْرَضوا عن دينِ اللَّهِ الذي بعَث به نبيَّه ، وشريعتِه التي شرَعها لخلقِه، ﴿إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. يقولُ: إن هؤلاء المنافقين الذين اتَّخَذوا أيمانَهم جُنَّةً، ساء ما كانوا يَعْمَلون [في الدنيا] (٤) في اتخاذِهم أيمانَهم جُنَّةً؛ لكذِبِهم ونفاقِهم، وغيرِ ذلك من أمورِهم.


(١) تفسير مجاهد ص ٦٦١، ومن طريقه عبد بن حميد - كما في فتح الباري ٨/ ٦٤٦.
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره ١٨/ ١٢٣.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٢٣ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٤) ليست في: ص، م، ت ١، ت ٢.