للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنصارِ. قال: فكان بينَهما قتالٌ إلى أن صرَخ: يا معشرَ الأنصارِ، وصرَخ المهاجرُ: يا معشرَ المهاجرين. قال: فبلَغ ذلك النبيَّ ، فقال: "ما لكم ولِدَعْوةِ الجاهليةِ؟ ". فقالوا: كسَع رجلٌ من المهاجرين رجلًا مِن الأنصارِ. قال: فقال رسولُ اللَّهِ : "دَعُوها فإنها مُنْتِنَةٌ". قال: فقال عبدُ اللَّهِ بنُ أبيٍّ ابنُ سَلولَ: لئن رجَعْنا إلى المدينةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ. فقال عمرُ: يا رسولَ اللَّهِ، دَعْني فأقتُلَه. قال: فقال رسولُ اللَّهِ : "لا يتحدثُ الناسُ أن رسولَ اللَّهِ يقتلُ أصحابَه" (١).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ﴾ إلى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ﴾. قال: قال ذلك عبدُ اللَّهِ بنُ أبيٍّ ابنُ سَلُولَ الأنصاريُّ رأسُ المنافقين وناسٌ معه مِن المنافقين.

حدَّثني أحمدُ بنُ منصورٍ الرَّماديُّ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ الحكمِ، قال: ثنى أبي، عن عكرمةَ، أن عبدَ اللَّهِ بنَ أبيٍّ ابنَ سَلُولَ كان له ابنٌ يقالُ له حُبابٌ. فسمَّاه رسولُ اللَّهِ عبدَ اللَّهِ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، إن والدي يُؤْذِي اللَّهَ ورسولَه، فذَرْني حتى أقتلَه. فقال له رسولُ اللَّهِ : "لا تَقْتُلْ أباك". ثم جاءه أيضًا فقال: يا رسولَ اللَّهِ، [إن والدي يُؤْذِي اللَّهَ ورسولَه، فذَرْني حتى أقتلَه. فقال له رسولُ اللَّهِ : "لا تَقْتُلْ أباك". فقال: يا رسولَ اللَّهِ] (٢)، توَضَّأْ حتى أَسْقِيَه مِن وَضوئِك؛ لعلَّ قلبَه


(١) أخرجه أحمد ٢٣/ ٣٨٨ (١٥٢٢٣)، والبخاري (٤٩٠٥، ٤٩٠٧)، ومسلم (٢٥٨٤/ ٦٣، ٦٤)، والنسائي في الكبرى (١١٥٩٩، ١٠٨١٣)، والترمذي (٣٣١٥) من طريق عمرو به، وأخرجه مسلم (٢٥٨٤) من طريق جابر به.
(٢) سقط من: ت ١.