للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو مُعَيْدٍ (١)، قال: سُئل سليمانُ عن المرتابةِ، قال: هي المرأةُ (٢) التي قد قَعَدت مِن الولدِ؛ تُطَلَّقُ، فتَحِيضُ حَيْضةً، فيأتي إبَّانُ (٣) حيضتِها الثانيةِ، فلا تَحِيضُ. قال: تَعْتَدُّ حينَ ترتابُ ثلاثةَ أشهرٍ مُستَقبَلةً. [قال: فإن حاضتْ حَيضَتَين، ثم جاء إبَّانُ الثالثةِ فلم تَحِضْ، اعتدَّتْ حينَ ترتابُ ثلاثةَ أشهرٍ مستقبَلَةً] (٤)، ولم تَعْتَدَّ (٥) بما مضى.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن ارْتَبْتُم بحُكْمِهنَّ، فلم تَدْروا ما الحكمُ في عِدَّتِهِنَّ، فإنَّ عِدَّتَهنَّ ثلاثةُ أشهرٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كُريبٍ وأبو السائبِ، قالا: ثنا ابنُ إدريسَ، قال: أخبَرنا مُطَرِّفٌ، عن عمرِو بنِ سالمٍ، قال: قال أبيُّ بنُ كعبٍ: يا رسولَ اللَّهِ، إن عِدَدًا مِن عِدَدِ النساءِ لم تُذْكَرْ في الكتابِ؛ الصِّغارِ، والكِبارِ، وأُولاتِ الأحمالِ. فأنزَل اللَّهُ: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ (٦).


(١) في النسخ: "معبد". وهو أبو مُعَيْد حفص بن غَيْلان الهَمْداني، وقيل: الرُّعَيْني الحِمْيَري. ينظر تهذيب الكمال ٧/ ٧٠.
(٢) في الأصل: "امرأة"، وفي م: "المرتابة".
(٣) إبَّانُ كلِّ شيءٍ، بالكسر والتشديد: وَقْتُه وحِينُه الذي يكون فيه. اللسان (أ ب ن).
(٤) سقط من: ت ١.
(٥) في م: "يعتد".
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٢٩٨ عن ابن إدريس به، وأخرجه إسحاق بن راهويه - كما في المطالب العالية (٤١٥٤) - وابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٨/ ١٧٥ - والحاكم ٢/ ٤٩٢، ٤٩٣، والبيهقي ٧/ ٤١٤، من طريق مطرف به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٣٤ إلى ابن المنذر وابن مردويه.