للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه مِن (١) العفوِ شيءٌ.

حدَّثنا عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا﴾. يقولُ: لم تُرْحَمْ (٢).

وقولُه: ﴿وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا﴾. يقولُ: وعذَّبْناها عذابًا عظيمًا مُنكَرًا. وذلك عذابُ جهنمَ.

وقولُه: ﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فذاقَتْ هذه القريةُ التي عَتَتْ عن أمرِ ربِّها ورسلِه، عاقبةَ ما عَمِلت وأتَت مِن معاصي اللهِ والكفرِ به.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ قولَه: ﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا﴾. قال: عقوبةَ (٣) أمرِها.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا﴾. قال: ذاقَت عاقبةَ ما عَمِلت مِن الشرِّ، الوبالُ العاقبةُ.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "في".
(٢) غير منقوطة في: ص، وفي م، ت ١: "نرحم"، وفي ت ٢، ت ٣: "يرحم".
والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٣٧ إلى المصنف.
(٣) جاءت هذه الكلمة في الأصل ناقصة الحرفين المتوسطين "قو".